بعد استقالة المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، بشكل مفاجئ، توجهت أضواء الصحافة العربية والغربية إلى نائبته، ستيفاني خوري، التي ستقود البعثة الأممية في هذه المرحلة الانتقالية.
ومع وجود حالة من الجمود السياسي، يتساءل الكثيرون عما إذا كانت خوري قادرة على إحداث تغيير وتحريك العملية السياسية نحو الانتخابات.
آراء متباينة حول أداء باتيلي
أثار أداء باتيلي خلال فترة توليه منصب المبعوث الأممي جدلاً واسعاً. فبينما يرى البعض أنه حقق تقدما على الصعيد العسكري، بلقاءات لجنة “5+5” العسكرية المشتركة، واستمرار وقف إطلاق النار، يعتبر آخرون أنه فشل في تحقيق اختراق حقيقي في المسار السياسي، وأن مبادرته لحل الأزمة الليبية كانت “متذبذبة”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن خبراء أن استقالة باتيلي تعود إلى فشل جهوده في تحقيق المصالحة بين الأطراف الليبية، “الذين اتهمهم بإدامة تقسيم البلاد لخدمة مصالحهم الخاصة”.
ورجح الباحث جلال حرشاوي في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن رحيل باتيلي “لم يكن مفاجئاً” وأن العملية السياسية التي كان يقودها “استنفدت تماماً”. مضيفا أن الأزمة الليبية ناتجة عن عوامل عدة، منها “سياسات قوى إقليمية تتعارض مع منطق باتيلي”.
من جهته، رأى المحلل السياسي، محمد أمطيريد في تصريحات لسبوتنيك الروسية، أن “الجمود السياسي كان مفتعلاً” وأن باتيلي “أخفق بشكل كبير” في مهمته، بالرغم من معرفته الجيدة بالقضية الليبية.
باتيلي يهاجم الجميع
وفي كلمته الأخيرة أمام مجلس الأمن؛ وجه باتيلي انتقادات للأطراف الرئيسية المتصارعة في البلاد، منددا بـ”غياب الإرادة السياسية وحسن النية لدى القادة الليبيين” الذين وصفهم بال_ “السعداء بالمأزق الحالي”.
وقال باتيلي، مشيرا بأصبع الاتهام إلى الحلفاء الإقليميين للأطراف السياسية الليبية، إن “التصميم الأناني للقادة الحاليين على الحفاظ على الوضع الراهن من خلال المناورات وتكتيكات المماطلة، على حساب الشعب الليبي، يجب أن يتوقف”.
عراقيل داخلية وخارجية
ويرى الأكاديمي والمحلل السياسي، مجدي الشبعاني، في معرض حديثه لسبوتنيك الروسية، أن حالة الجمود السياسي في ليبيا ستستمر طالما أن الأطراف المتنازعة مستفيدة من الوضع الراهن، وأنها تضع “العراقيل” أمام أي حلول تنهي سيطرتها على السلطة.
ويضيف الشبعاني أن باتيلي “أصيب بخيبة أمل” بسبب رفض الأطراف الليبية لحلوله التي كانت تهدف إلى إجراء انتخابات وتغيير القيادة السياسية في البلاد.
دور الولايات المتحدة الأمريكية
بدوره، يرى المحلل السياسي، إدريس أحميد، في تصريح لسبوتنيك، أن تولي خوري، وهي أمريكية الجنسية، قيادة البعثة الأممية يأتي في إطار “خطة أمريكية” لتنفيذ رؤية معينة في ليبيا، سواء من خلال تشكيل حكومة جديدة أو إجراء انتخابات.
هل تنجح خوري في كسر الجمود؟
وتواجه ستيفاني خوري تحديات كبيرة في مهمتها الجديدة، خاصة مع تعقيدات المشهد السياسي الليبي وتباين مصالح الأطراف الداخلية والخارجية.
ورغم آمال البعض المعقودة عليها، يبقى الغموض يكتنف مستقبل العملية السياسية في ليبيا، حيث يعتمد نجاحها على كسر الجمود السياسي وتحقيق توافق بين الأطراف الليبية للذهاب إلى انتخابات عامة في البلاد.