قال المجلس الأطلسي إن العديد من الليبيين اليوم أصبحوا ينظرون إلى الانتخابات التي يروج لها الغرب باعتبارها جزءاً من استراتيجية لإضفاء الشرعية على حكومة تخدم المصالح الأجنبية بدلاً من تلبية احتياجات الليبيين إلى الاستقرار وبناء المؤسسات.
وأضاف المجلس، في تقرير نشر الجمعة، أن الليبيين لا يثقون في أن الانتخابات التي تُجرى في ظل الظروف الحالية “التي تتسم بالافتقار إلى الأسس الدستورية ولن تؤدي بالمحصلة إلى نتائج عادلة”.
خيبة أمل
وأشار التقرير إلى أن الليبيون، وسط كل هذه الأحداث، أصيبوا بخيبة أمل إزاء دور المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ولم تعد لديهم ثقة في البعثة الأممية، بالإضافة إلى قناعة العديد منهم بأن دورها في ليبيا لم يحسم الصراع بين الأطراف السياسية.
كما أشار تقرير المجلس إلى أن الغرب وشركاؤه باتوا يشعرون بالذنب إثر فشلهم في تحقيق الاستقرار في ليبيا، رغم أن الدوافع وراء التدخل الدولي في ليبيا تشكلت من خلال مخاوف رئيسية، أبرزها انزعاج أوروبا من توسع ظاهرة الهجرة غير القانونية المتدفقة عبر الشواطئ الليبية وتداعياتها الأمنية والاجتماعية والاقتصادية على القارة الأوروبية.
مخاوف أوروبية
ولفت المجلس إلى أن أوروبا تخشى من تدهور الظروف الاجتماعية والسياسية في دول شمال إفريقيا والساحل، والتي قد تقوض المصالح الاقتصادية للشركات الكبرى في المنطقة، وفق التقرير.
كما يرى التقرير أن انتشار الفوضى قد يسمح للمنظمات الإرهابية بالانتشار ناهيك عن ما قد يؤدي إليه تصعيد التهديدات الأمنية.
من جانب آخر، تطرق المجلس الأطلسي في التقرير، إلى وجود جذور تاريخية للانقسام في ليبيا لم تعالج بعد، وهي أحد الأسباب التي أدت إلى فشل المحاولات العديدة التي قام بها ممثلون متعددون للبعثة الأممية في ليبيا، لإشراك الجهات الفاعلة الليبية في عدة مبادرات رامية إلى تحقيق الاستقرار على مدى السنوات الثلاثة عشر الماضية.
وأشار التقرير إلى أن ظهور صراعات عالمية أكثر إلحاحا وتحول أولويات المجتمع الدولي على مدى السنوات الأربع الماضية، وخاصة مع التركيز على أوكرانيا وجنوب شرق آسيا، أدى إلى تقليص الاهتمام والموارد المخصصة للوضع في ليبيا، رغم حقيقة أن الغرب يشعر بالقلق إزاء النمو الهائل للنفوذ الروسي والصيني في ليبيا والقارة الأفريقية على نطاق واسع.