Home » اشتباكات طرابلس.. نتائج عكسية وحاجة ملحة للانتخابات

اشتباكات طرابلس.. نتائج عكسية وحاجة ملحة للانتخابات

بواسطة sammy

خلّفت اشتباكات عنيفة شهدتها العاصمة طرابلس اندلعت ليلة الجمعة، وانتهت مساء السبت، 32 قتيلا على الأقل بينهم مدنيون، ونحو 160 مصابا.

وسجلت المستشفيات، وفق إحصائية رسمية لوزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية إيواء 102 حالة أصيبت في الاشتباكات بين قوات موالية لباشاغا وقوات غرفة العمليات المشتركة والمشكلة من مختلف قوات العاصمة.

المواجهة
بعد أسبوعين من التهديدات والتحركات العسكرية التي قادها رئيس الحكومة المكلف من مجلس النواب فتحي باشاغا، شكّل المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش غرفة عمليات لتأمين العاصمة، حيث تمركزت الوحدات العسكرية بمواقع متفرقة في طرابلس الكبرى.

وفي ليلة الجمعة أثناء تحرك قوات الأمن العام ضمن خطة الغرفة تعرض رتل تابع لها إلى الرماية في منطقة شارع الزاوية وسط العاصمة من أفراد تابعين للكتيبتين (777) و (92).

وعلى إثرها بدأ التحرك من قوات الأمن العام مدعومة بقوات جهاز دعم الاستقرار، للسيطرة على معسكر 77 الواقع في منطقة باب بن غشير لمواجهة القوة المبادرة بالرماية، التي يقودها هيثم التاجوري، في مختلف مقراتها وسط العاصمة.

وتزامنا مع هذه الرماية كان التحشيد قائما في بوابة كوبري الـ 17 بمنطقة جنزور غرب طرابلس، وبمنطقة السواني في بوابة الجبس جنوبها؛ تنفيذا لما لوّح به فتحي باشاغا من استخدام القوة للدخول إلى العاصمة.

خرق أمني
وأوضح جهاز دعم الاستقرار، في بيان له، رصده لمعلومات تؤكد تخطيط هيثم التاجوري لعمليات تهدف إلى زعزعة الأمن في العاصمة، وإدخالها في صراع طويل الأمد، وتجهيز العدة والعتاد للتنفيذ.

وأشار جهاز دعم الاستقرار إلى أنه أصدر تعليماته لوحداته لتنفيذ عملية أمنية تهدف إلى إزالة الخرق الأمني في أضيق إطار زمني، حيث استمرت الاشتباكات في وسط العاصمة بين الأحياء السكنية نحو 20 ساعة متواصلة.

المبادرة الأخيرة!
عقب ذلك، أصدرت حكومة الوحدة الوطنية بيانا أعربت فيه عن استهجانه لما وصفته بالـ”غدر وخيانة”، كاشفة عن مفاوضات كانت قائمة لتجنيب العاصمة الدماء، بمبادرة تلزم جميع الأطراف بالذهاب إلى الانتخابات في نهاية العام كحل للأزمة السياسية.

وأوضحت الحكومة، في بيانها، أن الطرف الممثل لفتحي باشاغا قد تهرب في آخر لحظة من المفاوضات، بعد أن كانت هناك “مؤشرات إيجابية” نحو الحل السلمي بدلا من العنف والفوضى، لافتة إلى أن هذا التفاوض كان بمشاركة أطراف عسكرية وسياسية ممثلة للطرف الآخر.

وقالت حكومة الوحدة الوطنية إن المبادرة كانت متجهة نحو جلسة تفاوضية ثالثة كانت مقررة يوم الجمعة في مصراتة لمناقشة تفاصيل الاتفاق، إلا أنها “أُلغيت وبشكل مفاجئ في آخر لحظة، بالتزامن مع التصعيد العسكري الذي شهدته العاصمة طرابلس ومحيطها”.

موقف دبيبة
ظهر رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة في صور بغرفة العمليات العسكرية المشكلة من القائد الأعلى للجيش “المجلس الرئاسي”، عقب زيارته للقوات المتمركزة في طريق المطار، مقابل صمت من باشاغا وخروج للمتحدث باسم الحكومة المكلفة من مجلس النواب عثمان عبدالجليل.

وفي أول تعليق من حكومة باشاغا برّر عبدالجليل تحرك القوات الموالية لهم تجاه العاصمة طرابلس واندلاع المواجهات بالقول إن ذلك جاء بهدف “حماية المدنيين”، نافيا أن يكون قد سبق ذلك أي حوار مع حكومة الوحدة الوطنية في أي مكان.

الطيران المسير
وفي الوقت الذي أعلنت غرفة العمليات العسكرية قصف آليات تابعة للقوات الموالية لباشاغا جنوب طرابلس في طلعتين جويتين للطيران المسير، نفى عبدالجليل واللواء أسامة جويلي ذلك، وأشارا إلى دلالات مشاركة الطيران المسير الهامة عسكريا وسياسيا.

دخول الطيران المسير على الخط كان حاسما إلى جانب الحسم على الأرض ومال بكفة القوة العسكرية لقوات حكومة الوحدة الوطنية، وأظهر عزم الحليف التركي على صد أي هجوم على العاصمة، والذي أكد علانية خلال اجتماع أمني موسع مع قيادات عسكرية من الجانبين أن طرابلس خط أحمر وأي عدوان عليها بمثابة إعلان حرب على تركيا.

حيث تتمركز قوات تركية في ليبيا ضمن اتفاقيات عسكرية كانت قد وقعتها حكومة الوفاق الوطني إبان العدوان على طرابلس عام 2019.

النتائج عكسية
النتائج لطرف باشاغا كانت عكسية، حيث فقدت القوات الداعمة له والمتمثلة في اللواء 777 والكتيبة 92 بقيادة هيثم التاجوري، وكتيبة النواصي بقيادة مصطفى قدور، وقوات أسامة جويلي المتمركزة جنوب طرابلس، مقارها وتمركزاتها في العاصمة.

كذلك هرب كل من قدور والتاجوري لوجهة غير معلومة، فيما تراجع جويلي إلى منطقة العزيزية، منسحبا من مقراته وتمركزاته في بوابة الجبس والدعوة الإسلامية ومعسكر 7 أبريل.

وفي غرب العاصمة تسلمت المنطقة العسكرية الساحل الغربي بإمرة اللواء صلاح النمروش تأمين بوابة كوبري الـ 17 بعد إجبار قوات الضاوي وأبوزريبة الموالية لباشاغا على التراجع نحو الوراء.

كما لم تستطع القوات الموالية لباشاغا، والتي حشدت أفرادها في منطقة الدافنية بمصراتة متجهة نحو مدينة زليتن وعبرها إلى العاصمة، المرور لتعود أدراجها من حيث أتت بعد قيام القوة المشتركة وقوة حماية الدستور بالاشتباك معها ومنعها من التوجه إلى طرابلس.

الحاسمة الاجتماعية
ما حدث من تحركات عسكرية من قوات باشاغا نحو طرابلس وفشلها في العبور من جارتها زليتن، يشير إلى فقدان حكومة مجلس النواب برئاسة باشاغا الرصيد الاجتماعي وخاصة في مدينته مصراتة.

فقد ظهر رفض مسبق من أعيان وقيادات المدينة لمشروع باشاغا السياسي ما لم يأت عبر الانتخابات في عديد الاجتماعات الأخيرة، وتأكيد وقوفهم ضد أي محاولة دخول إلى العاصمة عبر القوة والحرب.

الانتخابات هي الحل
هذا المشهد يخلص إلى استبعاد نجاح أي مشروع سياسي حاليا لا ينتج عنه مرحلة استقرار حقيقية بعيدة عن المراحل الانتقالية، وبالإشارة إلى الإقبال الذي سجلته مفوضية الانتخابات من المواطنين يعد مقياسا حاسما فيا يرغبه المواطن.

ودوليا يمكن القول أن القناعة بمشروع الانتخابات أصبح واسعا في الدعوات والبيانات المتكررة، لا سيما أن إصرار الدبيبة على عدم الخروج من المشهد إلا بإخراج كل الموجودين حاليا بات أهم أسباب اتفاق هذه الأطراف على تنحيته.

Related Articles