ذكر معهد فريدمان في تقرير تحليلي أن إيطاليا تعمل على وضع نفسها كمركز مركزي للطاقة في البحر الأبيض المتوسط، وهي استراتيجية تدعمها اعتمادها المستمر على النفط والغاز الليبيين.
ووفقًا لمذكرة تحليلية حديثة نشرها معهد فريدمان تحت عنوان “إمدادات النفط والغاز الليبية – الدور الاستراتيجي لإيطاليا في مجال الطاقة في البحر الأبيض المتوسط”، فإن إيطاليا ستستفيد من موارد الطاقة الهائلة غير المستغلة في ليبيا.
ويسلط التحليل، الضوء على الأهمية المتزايدة لإمدادات الطاقة الليبية لإيطاليا والتحديات والفرص الجيوسياسية التي تشكلها، حيث تظل ليبيا وجهة استثمارية عالية المخاطر بسبب وضعها السياسي والأمني غير المستقر، حسب التقرير.
اتفاق الطاقة الليبي الإيطالي
وذكر التقرير أن صفقة الطاقة المبرمة بين إيطاليا وليبيا في عام 2023، والتي تبلغ قيمتها 8 مليارات دولار، أثارت جدلاً واسع النطاق، مشيرا إلى أن إيطاليا عازمة على الحفاظ على دورها وتوسيعه كلاعب رئيسي في مجال الطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
وتستورد إيطاليا بالفعل الغاز عبر ثلاثة خطوط أنابيب رئيسية من أذربيجان وليبيا والجزائر، مع خطط إضافية لإنشاء وحدات تخزين وإعادة تحويل الغاز إلى غاز عائم لاستيراد المزيد من الغاز.
ومع سعي أوروبا إلى تنويع مصادر الطاقة، وخاصة في أعقاب أزمة الطاقة التي تفاقمت بسبب الحرب في أوكرانيا، فإن الموقع الاستراتيجي لإيطاليا كمركز للطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط يصبح أكثر أهمية.
تحديات
ولكن طموحات إيطاليا قد تواجه تحديات من جانب القوى الإقليمية المتنافسة على النفوذ في قطاع الطاقة في ليبيا. فقد قامت دول مثل تركيا وفرنسا والإمارات العربية المتحدة بالفعل باستثمارات كبيرة في موارد الطاقة في ليبيا وقد تقاوم هيمنة إيطاليا المتزايدة في المنطقة.
ويؤكد تحليل معهد فريدمان على الدور الجيوسياسي الحاسم الذي تلعبه موارد الطاقة الليبية في مستقبل الطاقة في إيطاليا. لافتا إلى أن الموارد غير المستغلة في ليبيا، من شأنها أن تساعد إيطاليا في تنويع إمداداتها من الطاقة وتعزيز نفوذها الجيوسياسي.