أفاد تقرير صادر عن المجلس الأطلسي بأن روسيا تقوم بتحول استراتيجي من سوريا إلى ليبيا، وسط تداعيات سقوط دمشق وتفكك التحالفات الهشة.
وحذر التقرير من أن الغرب يواجه خطر الوقوع في فخ جديد في ليبيا، مشيرًا إلى أوجه التشابه بين نظامي الأسد في سوريا وحفتر في ليبيا.
وأوضح التقرير أن سقوط دمشق يمثل “تحولا تاريخيا”، ويكشف عن هشاشة التحالفات القائمة على الإكراه والمصالح المشتركة.
ورأى التقرير أن انهيار نظام الأسد، الذي كان مدعوما من قبل القوات الروسية والمرتزقة والدعاية، يمثل فرصة لروسيا للتكيف، وهو ما يتضح من خلال نقل القوات والمعدات الروسية إلى شرق ليبيا.
وأشار التقرير إلى أن روسيا ترى في ليبيا فرصة لتعزيز نفوذها في البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا، وأن دعمها لحفتر ليس مجرد بديل عن دعم الأسد، بل هو جزء من استراتيجية أوسع لتوسيع نفوذها في المنطقة.
كما لفت التقرير إلى أن الغرب، من خلال إهماله خلال فترة الانتقال في ليبيا، سمح لروسيا وتركيا بتأكيد هيمنتهما، وأن محاولات واشنطن الحالية لفصل حفتر عن موسكو هي بمثابة “لعبة اللحاق بالركب”.
ويؤكد التقرير أن حفتر ليس “وكيلا حرا” قادرا على تبديل الولاءات، بل هو مرتبط بقوة بموسكو من خلال اعتماده العسكري واللوجستي والمالي لافتا إلى أن “قوة حفتر ليست مستقلة بل مستعارة، بشروط يمليها الكرملين”.
ويرى التقرير أن اعتماد حفتر على الدعم الروسي قد وصل إلى مستويات جديدة، خاصة بعد هزيمته في طرابلس عام 2020، مشيرا إلى أن قوات فاغنر (الآن فيلق أفريقيا) أصبحت بمثابة شريان حياة لحفتر.
كما أشار تقرير المجلس الأطلسي إلى أن أبناء حفتر يعملون على توطيد علاقاتهم مع عواصم أجنبية، بما في ذلك موسكو، لتعزيز مكانة العائلة، وهو ما يشبه حكم الأسد الأسري.
وأفاد التقرير بأن نفوذ موسكو المتزايد على عمليات عائلة حفتر يظهر دورها كـ”محكم رئيسي” على بقائها كسلالة سياسية، موضحا أن “تعزيز السلطة من خلال العلاقات الأسرية يجعله أكثر اعتمادًا على موسكو، التي يمكنها إعادة معايرة دعمها على أساس المصالح الاستراتيجية الأوسع”.
وحث التقرير الغرب على تعزيز الحكم، والمرونة الاقتصادية، ودعم الحلول السياسية الشاملة، مؤكدًا على أهمية العمل مع الشركاء الدوليين لتعزيز المؤسسات الرقابية القضائية والمالية في ليبيا.
وأكد التقرير على أن دروس سوريا وليبيا واضحة: إن محاولة اللحاق بالركب في لعبة خاسرة بالفعل لا تخدم أحدًا، وأن على الغرب أن يتعلم التصرف بحزم وإعطاء الأولوية للاستقرار على الانتهازية.