كشف تحقيق صحفي أن وكالة الحدود الأوروبية “فرونتكس” والحكومة المالطية تتشاركان بشكل روتيني إحداثيات السفن التي تحمل اللاجئين مع “سفينة قرصنة” تديرها “مليشيا طارق بن زياد” التابعة لخليفة حفتر.
وبحسب التحقيق المشترك الذي أجرته قناة الجزيرة الإنجليزية، ولايت هاوس ريبورتس، ومنظمة “التقارير الاستقصائية السورية لصحافة المساءلة” (سراج)، ومالطا اليوم، وصحيفة لوموند الفرنسية، ودير شبيجل الألمانية، فإن طارق بن زياد مرتبطة بالاتجار بالبشر وجرائم الحرب والتهريب، وأيضًا بمنظمة المرتزقة الروسية فاغنر.
وذكرت مؤسسة “لايت هاوس ريبورتس” أن طارق بن زياد التي يقودها صدام خليفة حفتر هي واحدة من “أخطر مجموعات الميليشيات في العالم”. وأنها مسؤولة عن تشغيل سفينة في وسط البحر الأبيض المتوسط منذ مايو الماضي، ومنذ ذلك الحين قامت بنقل أكثر من 1000 شخص إلى ليبيا.
وقال التقرير المشترك -نقلا عن خبراء- إن المليشيا الليبية لم تكن قادرة على العثور على قوارب اللاجئين دون مساعدة خارجية. موضحا أنها تلقت الإحداثيات من طائرات الاتحاد الأوروبي.
وكأدلة لإثبات ذلك ذكر التقرير واقعتين إحداهما في 26 يوليو الماضي حين أصدرت طائرة تابعة لوكالة فرونتكس تحذيراً لاسلكياً لجميع السفن الموجودة ضمن نطاق قارب للاجئين، لتستجيب طارق بن زياد في غضون دقائق، دون أن تقوم فرونتكس بإبلاغ سلطات الإنقاذ المجاورة في إيطاليا وليبيا ومالطا، ثم تغادر الطائرة المنطقة تاركة مصير اللاجئين في أيدي “الميليشيات”.
والواقعة الثانية في الـثاني من أغسطس، حيث رصد محققو التقرير طيار “بلكنة” المالطية وهو يعطي إحداثيات قارب للاجئين لمليشيا طارق بن زياد التي استولت على القارب في غضون ساعات.
وفي رد وكالة فرونتكس ودولة مالطا على أسئلة صحفيين في 26 يوليو ذكر كل منهما أن الهدف من التواصل مع كتيبة نجل حفتر وإعطائها الإحداثيات هو مساعدة اللاجئين الذين كانوا في خطر.
وقال خبير القانون الدولي نورا ماركارد للتقرير المشترك إنه كان ينبغي على فرونتكس التأكد من أن شخصًا آخر يتولى عملية الإنقاذ بدلا من طارق بن زياد وأضاف “فرونتكس تعرف أن الوضع أشبه بالاختطاف منه بالإنقاذ”.
وأكد الصحفيون الاستقصائيون المشرفون على التحقيق تحصلهم على تقارير سرية تظهر أن دول الاتحاد الأوروبي تدرك الطبيعة غير القانونية للعديد من أنشطة مليشيا نجل حفتر بما في ذلك الاتجار بالبشر. ووصف تقرير للاتحاد الأوروبي المجموعة بأنها مدعومة من منظمة المرتزقة الروسية فاغنر.
وشمل التحقيق شهادات من 7 لاجئين تم “جرهم” إلى ليبيا من قبل “رجال ميليشيات” الذين تحدثوا عن “الانتهاكات، بما في ذلك التعذيب المروع والسخرة ودفع الفدية”.
حيث قال أحد الشهود “أحمد” إن الأشخاص المسؤولين عن سفينة التهريب كانوا من مصر مضيفا أنهم “كانوا سيئين للغاية ولم يقدموا لنا الطعام والشراب”. وأوضح “استغرق الأمر خمسة أيام للوصول إلى منطقة البحث والإنقاذ المالطية، لكن في هذه المرحلة قال القبطان إن المحرك تعطل.” وأتبع أحمد الذي بدا كأنه يشير إلى تعاون المهرب مع مليشيا صدام حفتر “كنا نعلم أن الأمر ليس كذلك، لكن القبطان أصدر نداء استغاثة، وبقينا في البحر لليوم السادس عندما فوجئنا بطارق بن زياد”.
وعن محاولة قتلهم قال الشاهد “لقد حاولوا إغراقنا أولاً وأطلقوا النار على قاربنا وأصابونا، لكننا لم نغرق، فتركونا ورحلوا بعد أن ارتفعت الأمواج. وبقينا نتخبط في البحر حتى اليوم التالي، ثم عادوا وسحبونا إلى بنغازي”.
وسبق أن أجرت وكالة سند للتحقق والرصد الإخباري التابعة لشبكة الجزيرة الإعلامية تحقيقاً صحافياً آخر بالتعاون مع قناة الجزيرة الإنجليزية أثبت وجود تعاون سري وغير معلن بين ميليشيات طارق بن زياد وبين السلطات المالطية لسحب مهاجرين من عرض البحر وإعادتهم إلى ليبيا عن طريق التهديد والقرصنة.
ونقلت قناة الجزيرة عن فلافيو دي جياكومو، المتحدث باسم المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، أن اعتراض قارب للاجئين في “منطقة البحث والإنقاذ” التابعة لمالطا، دون موافقة السلطات المختصة “يشكل انتهاكاً للقانون الدولي”.