توقعت المؤسسة الوطنية للنفط توقيعها المزيد من الصفقات مع الشركات الأجنبية بعد أن وافقت شركة “إيني” الإيطالية على استثمار بقيمة 8 مليارات دولار لاستخراج الغاز الطبيعي في ليبيا.
ونقلت صحيفة “بلومبيرغ” عن رئيس مجلس إدارة المؤسسة فرحات بن قدارة قوله: “لم يشهد قطاع الطاقة استثمارا بهذا الحجم لأكثر من ربع قرن”، مضيفا: “إنها رسالة واضحة إلى مجتمع الأعمال الدولي مفادها أن الدولة الليبية قد تجاوزت مرحلة المخاطر السياسية”.
وأضاف بن قدارة، بحسب بلومبيرغ، أن المؤسسة الوطنية للنفط تتفاوض مع شركات أخرى بشأن استثمارات في الخزانات والبنية التحتية للطاقة مثل خطوط أنابيب النفط.
ومن المقرر أن توقع إيني والمؤسسة الوطنية للنفط اتفاقا يوم السبت في طرابلس سيؤدي إلى تطوير حقلي غاز قبالة الساحل الغربي لليبي خلال زيارة تجريها رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، التي زارت الجزائر في وقت سابق من هذا الأسبوع في إطار جهودها لتعزيز إمدادات النفط من شمال إفريقيا، ومساعدة إيطاليا على التخلص من الإمدادات القادمة من روسيا في أعقاب هجومها على أوكرانيا.
وأشارت الصحيفة أن “وفرة احتياطيات النفط والغاز في ليبيا، من بين أكبر احتياطيات النفط في إفريقيا، وقربها من أوروبا يمكن أن تجعلها موردًا رئيسيًا للطاقة إلى القارة الأوروبية.
النفط أكثر استقرارا
وقال بن قدارة إن الحقلين اللذين ستستثمر فيهما “إيني” سيستغرق تطويرهما نحو ثلاثة أعوام ونصف، مشيراً أن احتياطياتهما تقدر بستة تريليونات قدم مكعب ومن المتوقع أن يكونا قادرين على الضخ بمعدل 850 مليون قدم مكعب يوميا لمدة 25 عاما.
وذكرت الصحيفة أن شركة “إيني” ستحصل على 38٪ من مبيعات الغاز حتى تتمكن من استرداد 8 مليارات دولار ، وهو أمر متوقع في غضون 15 عامًا. بعد ذلك، ستحصل “إيني” على 30٪ حتى نهاية الاتفاقية، ما يقرب من 25 عامًا، وبعد ذلك ستعود الملكية بالكامل إلى ليبيا.
وبلغ متوسط إنتاج خام النفط في ليبيا حوالي 1.2 مليون برميل يوميًا منذ سبتمبر الماضي.
وتأمل المؤسسة الوطنية للنفط في زيادة الإنتاج إلى مليوني برميل يوميًا في غضون من ثلاث إلى خمس سنوات، الأمر الذي سيتطلب استثمارات كبيرة.
وبحسب بن قداراة فإن الإغلاق المتكرر لحقول النفط والموانئ من قبل الجهات المتحاربة، وبعضها خطير بما يكفي لرفع الأسعار العالمية، قد انتهى.
وأردف: “نعتقد أن الجميع مقتنع الآن بأنه لا فائدة من عملية الإغلاق، ومعظم شركات الخدمات النفطية عادت إلى الحقول، والوضع الأمني مستقر في الحقول”.