Home » أبرزها في مجال الطاقة.. ليبيا وتركيا توقعان مذكرات تفاهم

أبرزها في مجال الطاقة.. ليبيا وتركيا توقعان مذكرات تفاهم

بواسطة sammy
مذكرات تفاهم مع الوفد التركي

وقعت ليبيا وتركيا، الاثنين، عدة مذكرات تفاهم في مجالات التدريب الأمني والطاقة النفطية والغاز والإعلام والبروتوكول، وذلك في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين.

جاء ذلك خلال زيارة وفد تركي رفيع المستوى إلى العاصمة الليبية طرابلس، برئاسة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، وضمّ وزراء الدفاع خلوصي أكار، والطاقة فاتح دونماز، والتجارة محمد موش، إضافة إلى رئيس الأركان العامة ياشار غولر، ورئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية فخر الدين ألتون، وكبير مستشاري الرئيس التركي إبراهيم قالن.

مؤتمر صحفي
وبدأت الزيارة الرسمية، بعقد لقاء ثنائي بين وزيرة الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش ونظيرها التركي مولود تشاووش أوغلو، وذلك في مقر ديوان رئاسة الوزراء بالعاصمة طرابلس، عقبها مؤتمر صحفي.

واستعرضت الوزيرة خلال المؤتمر الصحفي رؤية حكومة الوحدة الوطنية للمضي قدماً نحو تمهيد الاستقرار السياسي، وصولا إلى الانتخابات وفق خارطة طريق مختصرة واضحة المعالم تحدد التزامات كل الأطراف تجاه العملية الانتخابية.

وشددت المنقوش، على أن مهمة تحقيق الانتخابات هي مسؤولية الجميع وتتطلب تضافر جهود الجهات التشريعية والتنفيذية بعيدا عن أي استقطابات سياسية وتجنب أي سيناريوهات لا تلبي تطلعات الشعب الليبي.

من جانبه، أعلن وزير الخارجية التركي خلال المؤتمر توقيع الجانبين مذكرة تفاهم في مجال الموارد الهيدروكربونية، وأن مذكرة تفاهم أخرى في مجال الغاز ستوقع بنفس اليوم، مشدداً على أنه “لا يحق لدول أخرى التدخل في الاتفاقية الموقعة بين بلدين ذوي سيادة (تركيا وليبيا)”.

وأكد تشاووش أوغلو، استمرار دعم بلاده لوحدة الأراضي الليبية واستقرارها، مبينا أن أنقرة وقفت وستقف دون تردد إلى جانب ليبيا وشعبها في أصعب المحن، مشدداً على استعداد تركيا لتقديم كل أنواع الدعم للشعب الليبي من أجل إرساء سلام دائم في أسرع وقت ممكن.

وأضاف الوزير التركي، بحسب وكالة الأناضول: “تركيا تنظر إلى ليبيا كوحدة متكاملة بشرقها وغربها وجنوبها، وسنقف في وجه الحملات التي تهدف إلى زعزعة الوحدة في ليبيا وإثارة الصراعات بين الإخوة، وانطلاقا من هذا المفهوم نواصل الحوار مع كافة الأطراف في هذا البلد”.

وأوضح تشاووش أوغلو، في رده على سؤال حول بنود مذكرة التفاهم بين البلدين في مجال الغاز، أن “اتفاقية الهيدروكربونات تهدف إلى إقامة تعاون بين الشركات التركية والليبية في الاستكشاف والتنقيب وذلك وفق مفهوم الربح المتبادل في البر والبحر وفي مناطق الصلاحية البحرية”.

وقال: “قد يحصل سوء فهم بخصوص اتفاقية مناطق الصلاحية البحرية، هذه اتفاقية موقعة بين بلدين ذوي سيادة وسارية المفعول”.
وأضاف: “أبلغت تركيا وليبيا الأمم المتحدة بتوقيع الاتفاقية، وسجلنا حدود جرفنا القاري لدى الأمم المتحدة، والآن على ليبيا تحديد جرفها القاري ومناطق الصلاحية البحرية خاصتها وتسجيلها لدى الأمم المتحدة”.

وأعرب الوزير التركي عن توقعاته بتجاوز حجم التجارة مع ليبيا 4 مليارات دولار مع توقيع اتفاقية “سواب” بين البنكين المركزيين لتركيا وليبيا.

الدبيبة يستقبل الوفد التركي
وعقب المؤتمر الصحفي، استقبل رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، الوفد التركي، وعقد اجتماعا موسعا بحضور وزيري الخارجية نجلاء المنقوش، والنفط والغاز المكلف محمد الحويج، ووزيري الدولة للاتصال والشؤون السياسية وليد اللافي، ولشؤون مجلس الوزراء ورئيس الحكومة عادل جمعة، ومحافظ مصرف ليبيا المركزي الصديق الكبير، ورئيس الأركان العامة محمد الحداد.

وأكد الدبيبة في اللقاء أن الليبيين يرغبون في “تعزيز التعاون مع الشعب التركي”، مبينا أن حكومة الوحدة الوطنية تسعى إلى تعزيز العلاقات بين البلدين.

من جانبه، شدد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، على أن زيارة وفد من بلاده إلى العاصمة طرابلس جاءت “لتأكيد دعم أنقرة لأمن واستقرار ليبيا”.

وقال: “نحن في طرابلس اليوم مع أصدقائنا للتأكيد على دعمنا لليبيا وأمنها واستقرارها بعد التطورات التي شهدتها نهاية أغسطس/ آب الماضي”.

وتناول الاجتماع التحضيرات لعقد المجلس الاستراتيجي الليبي التركي الأعلى في طرابلس، ومنتدى الشراكة الليبي التركي الذي سيمثل انطلاقة لعدد من المشروعات الاستراتيجية المهمة.

وبحث الاجتماع ملف إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية وفق إطار زمني محدد والانتقال السياسي، والعلاقات الثنائية بين البلدين، فضلا عن تبادل وجهات النظر حول بعض القضايا الإقليمية.

وختم الاجتماع بتوقيع مذكرات تفاهم في مجالات التدريب الأمني والطاقة النفطية والغاز والإعلام والبروتوكول، بحسب وزارة الخارجية الليبية.

وقال الدبيبة، في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي على تويتر، عقب اللقاء: “سعدنا اليوم باستقبال وفد تركيا الصديقة، وتوقيع عدة اتفاقيات تخدم مصالح الشعب الليبي العليا”.

وأضاف: “نحن متوافقون من أجل حشد الدعم الدولي المطلوب لإجراء الانتخابات”، مردفا: “فأهلا بمن يريد صداقة شعبنا ويحترم وحدة بلادنا، ولا لمن يدعم الحرب والانقسام والتمديد”.

الدبيبة يلتقي أكار
وفي اجتماع آخر، التقى عبد الحميد الدبيبة، بصفته وزيرا للدفاع، مع وزير الدفاع التركي خلوصي آكار، ناقشا خلاله التعاون العسكري بين البلدين، لا سيما البرامج التدريبية للجيش الليبي، وتوفير مجموعة من التجهيزات المتطورة لعدد من الأركان العامة بالجيش الليبي.

بينما ذكرت وكالة الأناضول أن أكار، قد قال خلال اللقاء الموسع مع حكومة الوحدة الوطنية، إن العلاقات التركية الليبية تستند إلى جذور تاريخية وثقافية تمتد إلى 500 عام، وأن وحدة أراضي ليبيا واستقلالها واستقرارها مهمة بالنسبة لتركيا.

وأعرب أكار عن ترحيبه بالمرحلة التي وصلت إليها ليبيا عقب إنهاء النزاعات وبدء العملية السياسية بالوسائل السلمية.

وأكد على أهمية مذكرة التفاهم الموقعة بين تركيا وليبيا عام 2019، مشيرا أن هذه الاتفاقيات تجسيد للصداقة والأخوة والتاريخ المشترك والقيم المشتركة بين البلدين.

وأشار إلى أن “القوات المسلحة التركية المتواجدة في ليبيا ليست قوة أجنبية، بل هي عناصر لدولة صديقة وشقيقة لليبيا”، مضيفاً أن “القوات المسلحة التركية تواصل تدريبها العسكري في 5 مراكز في ليبيا”، ومشيرا أن “هذه التدريبات هي استثمار لأمن الليبيين في المستقبل”.

ونوه أن تركيا تولي أهمية لوحدة ليبيا واستقرارها من منطلق “ليبيا لليبيين”، وأن أنقرة مستعدة لتقديم كل ما يلزم لمنع استئناف النزاعات وإراقة الدماء.

وأفاد أن الأمن مسألة مهمة في ليبيا كما هو الحال في كل الدول، مشددا على ضرورة إنشاء جيش نظامي يمكنه ضمان الأمن ودمج المجموعات المسلحة فيه.

المنفي يستقبل الوفد التركي
كما استقبل رئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، ظهر الاثنين، الوفد الرسمي التركي.

ونقل وزير الخارجية التركي في مستهل الاجتماع، تحيات رئيس الجمهورية التركية “رجب طيب أردوغان”، للسيد الرئيس، والشعب الليبي، معبراً عن عمق العلاقة التاريخية التي تجمع البلدين، بحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.

وبحث اللقاء، دفع العملية السياسية في ليبيا من خلال انتخابات برلمانية ورئاسية، والتأكيد على وحدة التراب الليبي، لتحقيق الاستقرار والسلام في البلاد.

“الأعلى للدولة” يطلع الوفد على رؤيته للحل
في السياق، ذكر المكتب الإعلامي للمجلس الأعلى للدولة، أن رئيس المجلس خالد المشري وعدداً من أعضاء المجلس، استقبلوا الوفد التركي.

ووفق المجلس فإن اللقاء جاء في إطار “زيادة التشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك”، وبحث سبل “العمل على تعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين وتوظيفها بما يخدم مصالحهما”.

وأطلع المجلس الأعلى للدولة، الوفد التركي على رؤيته للخروج من الأزمة السياسية الراهنة في ليبيا، عبر تنظيم انتخابات على أُسس دستورية وقانونية سليمة تحقق الاستقرار الدائم في البلاد.

Related Articles