نقلت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية عن مصادر دبلوماسية القول إن روسيا منعت تعيين الدبلوماسي البريطاني بالأمم المتحدة نيكولاس كاي مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في ليبيا، مما أسهم في خلق أزمة دبلوماسية قبيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة.
وبحسب المجلة، فإن الخطوة الروسية تأتي بعد أقل من أسبوع من استقالة مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا المنتهية ولايته، الدبلوماسي السلوفاكي يان كوبيش، الذي استقال فجأة من وظيفته إثر أنباء عن خلاف مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشأن تعامل الأمم المتحدة مع الاستعدادات للانتخابات القادمة.
وأشارت الصحيفة إلى أن موسكو احتجت على ما اعتبرته كثرة عدد البريطانيين -الذين يحمل بعضهم جنسيات مزدوجة- في وظائف سيادية بالأمم المتحدة.
وقالت فورين بوليسي إن غوتيريش كان يأمل في التحرك بسرعة لتعيين مبعوث جديد قبل الانتخابات الليبية، باقتراحه الدبلوماسي البريطاني السابق كاي الذي عمل مبعوثا خاصا للأمم المتحدة في الصومال.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن غوتيريش يدرس احتمال تعيين ستيفاني ويليامز -الدبلوماسية الأميركية والمبعوثة الخاصة السابقة للأمم المتحدة بالإنابة في ليبيا- في المنصب مؤقتا، لتجنب إجراء تصويت آخر مثير للجدل في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بيد أن بعض الدبلوماسيين يشككون في نجاح خطوة غوتيريش التي من شأنها استفزاز روسيا.
وكانت موسكو قد أعاقت في السابق خطة غوتيريش لتعيين ويليامز -ممثلته الرسمية الخاصة في ليبيا- واعترضت على خطته الطارئة لتمديد تفويضها رئيسة لبعثة الأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة.
وطُرحت بالأمم المتّحدة -أمس الأربعاء- تساؤلات عن الانتخابات الرئاسية المقررة في ليبيا قبل نهاية الشهر الجاري، وسط استمرار وجود المقاتلين الأجانب، وخلافات القوى السياسية بشأن القوانين المنظمة لهذه الاستحقاقات.
ففي حين شدد الأمين العام للمنظمة الدولية على وجوب ألا يكون هذا الاستحقاق “جزءا من المشكلة”، شكك رئيس مجلس الأمن الدولي في توفر الشروط اللازمة لإجراء انتخابات ديمقراطية.
وفي مؤتمر صحفي، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “نريد أن تكون هذه الانتخابات جزءا من الحلّ، لا جزءا من المشكلة” في ليبيا.
وأضاف “بناء عليه، سنبذل قصارى جهدنا لتسهيل إجراء حوار يتيح حلّ المسائل المتبقية.. التي يمكن أن تقسّم ليبيا”، و”إجراء الانتخابات بطريقة تسهم في حلّ المشكلة الليبية”