حذر رئيس مجلس إدارة المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية، محمد الطاهر الجراري، مما وصفه بـ “الخطر الداهم” الذي يهدد المركز، والذي يُعتبر ذاكرة ليبيا الحية، وذلك بسبب الإهمال وتدهور البنية التحتية للمبنى.
وأوضح الجراري في بيانه أن المركز، الذي يضم أكثر من 35 مليون مادة وثائقية، بما في ذلك وثائق ومخطوطات تاريخية ثمينة، يواجه خطرا كبيرا نتيجة لتسرب المياه من الأسقف والجدران، بالإضافة إلى مشاكل الصرف الصحي، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الرطوبة بشكل كبير.
وأشار إلى أن هذه الرطوبة تعتبر العدو الأول للوثائق والمخطوطات، وستؤدي حتمًا إلى تلفها وتدهورها، بل قد تتسبب في انهيار المبنى بالكامل، حيث بدأت علامات التلف تظهر بالفعل على حديد الخرسانة.
وأكد الجراري على أن هذه الأوضاع المتردية تعيق عملية النقلة النوعية التي كان من المفترض أن يشهدها المركز، والمتمثلة في وصول آلات ومعدات ترميم حديثة من ألمانيا، والتي من شأنها صيانة وإطالة عمر الوثائق والمخطوطات.
وأوضح أن الشركة الألمانية قد أرسلت الآلات بالفعل منذ ستة أشهر وأبدت استعدادها لإرسال خبراء لتركيبها وتدريب الباحثين الليبيين عليها، إلا أن التأجيل المتكرر بسبب عدم صيانة المبنى حال دون ذلك.
ووفقا للبيان، اضطر القائمون على المركز للدخول في صيانة ذاتية صعبة، في محاولة يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل وصول المعدات، وحماية الوثائق من التلف الناتج عن الرطوبة.
وفي ختام بيانه، ناشد الجراري كل من يهمه أمر ليبيا وتاريخها، إلى تقديم المساعدة في إنشاء مخزن بمواصفات ألمانية عالية، خاص بحفظ الوثائق التاريخية، داخل أرض المركز. وأرفق البيان بصور توضح حجم الأضرار التي لحقت بالمبنى، بالإضافة إلى جرد سنوي لمحتويات المركز لعام 2024.