كشف تقرير صادر عن مركز تحليل السياسات الأوروبية (CEPA) عن تحول استراتيجي لروسيا نحو ليبيا، بعد أن تقلص نفوذها في سوريا، موضحا أن موسكو تسعى لإيجاد موطئ قدم في ليبيا ليكون بمثابة قاعدة إمداد لوحداتها المرتزقة المتمركزة في دول أفريقية غنية بالمعادن.
وأشار التقرير إلى أن حركة الأفراد والمعدات من سوريا إلى ليبيا منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي ليست مجرد إجلاء، بل هي تحول من الشرق الأوسط إلى أفريقيا.
وقد رصدت أجهزة تتبع الطيران رحلات يومية لطائرات نقل عسكرية من قاعدة حميميم السورية إلى ثلاث قواعد في ليبيا، بالإضافة إلى أسطول من أربع سفن شحن يعتقد أنها تحمل معدات ثقيلة إلى شرق ليبيا، الخاضع لسيطرة حفتر، وقد أثار أحد هذه السفن، “أورسا ماجور”، الجدل بعد انفجاره وغرقه بالقرب من مضيق جبل طارق.
ولفت التقرير إلى أن موقع ليبيا يعد مهما لروسيا ليس فقط بسبب النفط، بل أيضا لكونه نقطة عبور حيوية لتزويد وحداتها المرتزقة في أفريقيا، مثل مجموعة فاغنر التي أعيد تسميتها إلى “الفيلق الأفريقي” بعد التمرد الفاشل ضد بوتين.
وأشار التقرير إلى أنه رغم سعي روسيا الحثيث، إلا أن حفتر لم يعطِ الضوء الأخضر بعد، وهو ما قد يعكس ضغوطا أمريكية، فواشنطن تدعم حكومة طرابلس المنافسة لحفتر، لكنها قد تجد أحيانا حفتر مفيدا في مواجهة “الجماعات المتطرفة”.
وكشف التقرير أن المسؤولين الأمريكيين يعملون على إقناع حفتر بأن واشنطن شريك أفضل على المدى الطويل من موسكو، وقد يكون حفتر مترددا في التقارب الشديد مع روسيا بسبب مخاوف من العقوبات الأمريكية المحتملة، حيث يحمل الجنسية الأمريكية ولديه مصالح عقارية كبيرة في فرجينيا.