قال تقرير لوكالة بلومبرغ الأمريكية إن الانهيار السريع لنظام بشار الأسد في سوريا يهدد قاعدة جوية روسية رئيسية في البلاد اعتمدت عليها موسكو لفرض نفوذها في جميع أنحاء أفريقيا.
وأضح التقرير أن روسيا تستخدم قاعدة حميميم الجوية بسوريا لإرسال أفراد وإمدادات عسكرية إلى دول أفريقية، حيث مكنها هذا الجسر الجوي من إعادة بناء بعض نفوذها الذي اكتسبته في حقبة الحرب الباردة في القارة.
وقال مدير معهد صادق، أنس القماطي: “بدون جسر جوي موثوق، تنهار قدرة روسيا على فرض قوتها في أفريقيا. إن الاستراتيجية العملياتية الروسية بأكملها في البحر الأبيض المتوسط وأفريقيا معلقة بخيط رفيع”.
وأضاف التقرير أن روسيا تدعم السلطات في شرق ليبيا، ولديها قدرات تشغيلية في أربع قواعد جوية ليبية – الخادم والجفرة والقرضابية وبراك الشاطئ – لافتا إلى أن هذه القواعد جميعا ستكون بعيدة للغاية بحيث لا يمكن استخدامها في جسر متجدد من موسكو بسبب قيود المجال الجوي في أوروبا، بحسب القماطي.
وقال رئيس مركز تحليل الاستراتيجيات والتقنيات في موسكو، رسلان بوخوف، إن القاعدة الجوية السورية ستكون “خسارة كبيرة” للعمليات الأفريقية. مضيفا “أن جميع الإمدادات كانت تمر عبر حميميم”.
وأشار التقرير إلى أن جهود موسكو لإعادة بناء النفوذ في أفريقيا بدأت فعليًا في عام 2018، عندما تم نشر مرتزقة من مجموعة فاغنر المرتبطة بالكرملين في جمهورية أفريقيا الوسطى غير الساحلية للدفاع عن رئيسها المحاصر ضد هجوم المتمردين. وكذلك في عام 2019، حينما لعبت فاغنر دورًا رئيسيًا في محاولة حفتر للاستيلاء على العاصمة طرابلس.
ورغم أن تركيا سمحت لبعض رحلات الشحن الروسية إلى ليبيا بالمرور عبر مجالها الجوي، فإنه لا يوجد اقتراح فوري بأنها ستعمل كبديل للجسر الجوي الروسي في سوريا، وفقا للتقرير.
واقترحت مونيك يلي كام، وهي سياسية في بوركينا فاسو تدعم المجلس العسكري وعلاقاته القوية مع روسيا، ليبيا أيضًا كخيار لمساعدة موسكو في “الحفاظ على نفوذها في القارة”.