كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية في تقرير موسع عن الدور الخفي لنائب رئيس دولة الإمارات، الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، في دعم خليفة حفتر في ليبيا، ضمن استراتيجية إماراتية تهدف إلى بسط النفوذ في مناطق النزاع بالشرق الأوسط وأفريقيا.
وأوضح التقرير، الذي استند إلى مقابلات مع مسؤولين أمريكيين وعرب وأفارقة، أن الشيخ منصور لعب دور “الموجّه” للعلاقات الإماراتية مع أمراء الحرب في المنطقة، مشيرًا إلى أنه كان يتحدث بشكل منتظم مع حفتر ويدير العلاقة معه بهدوء، في وقت كانت فيه أبوظبي تدعم قواته بالأسلحة والمعدات، في خرق لحظر دولي على تسليح أطراف النزاع الليبي.
وبحسب الصحيفة، فإن الشيخ منصور، المعروف عالميًا بامتلاكه لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، ظل بعيدًا عن الأضواء فيما يتعلق بالدور العسكري والسياسي لبلاده في ليبيا، لكن مسؤولين أمريكيين أكدوا أن “رهان الإمارات على حفتر” كان واضحًا منذ العام 2015، حيث تدفقت الأسلحة عبر طرق غير معلنة، ووصل الدعم حتى إلى مرتزقة أجانب، بينهم مقاتلو مجموعة “فاغنر” الروسية.
وذكرت “نيويورك تايمز” أن الدعم الإماراتي لحفتر كان جزءًا من حملة أوسع لمواجهة الحركات الإسلامية، والسيطرة على الموانئ الليبية، وضمان مصالح اقتصادية طويلة الأمد في البلاد، حيث تُعد ليبيا نقطة استراتيجية على ساحل المتوسط.
وأشار التقرير إلى أن هذا الدعم العسكري ترافق مع مساعي إماراتية لكسب النفوذ الاقتصادي والإعلامي في ليبيا ودول أخرى، وهو ما جعله محط انتقاد بعض المسؤولين الأمريكيين الذين رأوا أن أبوظبي تساهم في تأجيج الصراعات بدلًا من التهدئة.
ورغم اتهامات التورط في تسليح قوات حفتر وخرق قرارات الأمم المتحدة، لم تواجه الإمارات ولا الشيخ منصور أي تبعات سياسية أو قانونية، مع استمرار علاقاتهما الوثيقة مع واشنطن ولندن.