تُعدّ ليبيا بديلاً محتملاً لمقر لوجستي روسي مهم. وقد تكهن العديد من المحللين بإمكانية نقل روسيا عملياتها إلى هناك، حيث تشير صور الأقمار الصناعية إلى تعزيزات روسية لقواعدها الجوية الليبية.
وذكر تقرير نشره معهد “نيولاينز” أن روسيا تدعم خليفة حفتر، منذ عام 2015، بهدف تأمين وصولها إلى استثمارات طاقة كبيرة واتفاقيات قواعد عسكرية، وأن “هذا الدعم جاء بعد انضمام مجموعة فاغنر إلى قوات حفتر في هجومها على طرابلس عام 2019، والذي موّلته الإمارات العربية المتحدة”.
وأشار التقرير إلى أن سيطرة حفتر على معظم شرق ليبيا، يُمكّن روسيا من السيطرة على أربع قواعد ليبية، بما في ذلك قاعدة الخادم الجوية قرب بنغازي وقاعدة القرضابية قرب سرت.
ونقل التقرير عن تحليل لصحيفة التلغراف لهذه القواعد في ديسمبر 2024 حيث كشف عن طائرات نقل عسكرية روسية، ومدارج مُحسّنة، ودفاعات مُعززة حولها، وبنية تحتية مُحسّنة. وقد أصبح هذا التوسع ممكنًا بفضل أربع عمليات تسليم بحرية في أبريل 2024 عبر طبرق، مما يُشير إلى شراكة متنامية مع حفتر.
ولفت تقرير “نيولاينز” إلى أن طبرق في شرق ليبيا توفر لروسيا رادعًا لحلف الناتو، بالإضافة إلى ميناء بحري عميق ونقطة خدمة على البحر الأبيض المتوسط، وأن تطوير قدرته على خدمة وتزويد الغواصات التي تعمل بالديزل والكهرباء بالوقود، وخدمة الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، أمرًا بالغ الأهمية لتحقيق الأهداف الروسية في المنطقة.
وأشار التقرير إلى أنه سيتعين على روسيا العمل في ليبيا بطريقة أكثر سريةً بكثير مما هو عليه في سوريا، وأن ليبيا لا يمكن أن تكون معقلاً للقوة الجيوسياسية الروسية وبسط نفوذها كما في سوريا، بسبب عدم الاستقرار السياسي في ليبيا والذي يحد من مساحة الوجود الروسي الحر.
كما أشار التقرير إلى أن ازدياد الوجود العسكري الروسي سيؤدي إلى زعزعة استقرارها بشكل أكبر، لا سيما مع وجود موارد طبيعية عابرة تستخرجها روسيا من أفريقيا، وخاصة الذهب.