كشف موقع “Law360” المتخصص في الشؤون القانونية أن ليبيا خسرت استئنافاً أمام محكمة الاستئناف في إنجلترا وويلز، ما يمهد الطريق أمام شركة الدفاع البريطانية “جنرال ديناميكس المملكة المتحدة” للاستيلاء على ممتلكات ليبية، بما في ذلك عقار فاخر في لندن كان مملوكًا للساعدي القذافي، نجل معمر القذافي.
ويأتي هذا القرار في إطار نزاع قضائي طويل الأمد بين الطرفين، حيث تسعى “جنرال ديناميكس” إلى تنفيذ حكم تحكيمي بقيمة 16.1 مليون جنيه إسترليني (20.3 مليون دولار أمريكي) لصالحها، تعويضاً عن فسخ ليبيا لعقد توريد معدات اتصالات بقيمة 84 مليون جنيه إسترليني.
وترتكز القضية على تفسير بند في العقد يتعلق بتنازل ليبيا عن حصانتها السيادية، حيث رفضت محكمة الاستئناف حجة ليبيا بأنها لم تتنازل صراحة عن هذه الحصانة، مؤكدةً أن الموافقة على “تنفيذ أي جائزة دون تأخير” تُفسر على نطاق واسع في القانون البريطاني على أنها تنازل عن الحصانة من التنفيذ على الممتلكات.
وبذلك، أيدت المحكمة قراراً سابقاً يسمح لـ “جنرال ديناميكس” بالتحصيل من خلال فرض رسوم على العقار الواقع في هامبستيد شمال لندن، مما يثير تساؤلات حول مصير أصول ليبية أخرى في الخارج.
ويمثل هذا الحكم فصلاً جديداً في معركة قضائية طويلة الأمد بين الطرفين، ويؤكد على أهمية الصياغة الدقيقة للعقود الدولية، خاصة تلك التي تشارك فيها دول تتمتع بحصانة سيادية، ويراقب الخبراء القانونيون عن كثب هذه القضية، لما لها من تداعيات على كيفية تفسير التنازل عن الحصانة في النزاعات التجارية الدولية.