أصدرت تسع منظمات ليبية غير حكومية بيانًا مشتركًا، حذّرت فيه من المخاطر النفسية والسلوكية التي يتعرض لها الأطفال والمراهقون في ليبيا بسبب المحتوى الذي يقدمه “المؤثرون” على تطبيق تيك توك.
وأكد البيان أن التطبيق أصبح مصدر قلق تربوي وصحي، نظرًا لتأثيره السلبي على عقول الأطفال وسلوكياتهم، وسط غياب رقابة أسرية وإعلام تربوي حكومي فعال.
وأشار البيان إلى دراسات وتقارير دولية، من بينها أبحاث لجامعتي كاليفورنيا وهارفارد والجمعية الأمريكية لعلم النفس، التي تربط بين استخدام تيك توك وزيادة معدلات الاكتئاب واضطرابات الأكل والسلوك التخريبي بين الأطفال، إضافةً إلى مخاطر الإدمان على المحتوى الرقمي.
كما استند البيان إلى تقرير لمنظمة العفو الدولية يحذر من أن خوارزميات التطبيق قد تدفع الأطفال لمتابعة محتويات تحرض على إيذاء النفس والانتحار.
وأعربت المنظمات عن قلقها من انتشار محتويات غير مناسبة في ليبيا، حيث يقوم بعض “المؤثرين” بإنتاج مقاطع مباشرة تتضمن تجاوزات أخلاقية وألفاظ نابية، بالإضافة إلى تواصلهم مع قاصرين بطريقة غير آمنة، ما يعرض الأطفال للتنمر والاستغلال.
توصيات البيان
دعا البيان الحكومة الليبية إلى وضع سياسة وطنية تحد من مخاطر تيك توك والمنصات المشابهة، وإلزام شركات الإنترنت بحظر المحتويات غير المناسبة للأطفال. كما أوصى وزارة التعليم بتطوير مناهجها التربوية بما يجذب انتباه الأطفال بعيدًا عن المحتوى الضار.
وشددت المنظمات على أهمية دور أولياء الأمور في متابعة المحتوى الذي يشاهده أبناؤهم، وضبط استخدامهم للتطبيقات الرقمية. كما طالبت الجهات الرقابية بتشديد الإجراءات ضد المحتويات المسيئة للأطفال، وحثّت المؤسسات التشريعية على تحديث القوانين لحماية حقوق الطفل في العالم الرقمي.
المنظمات الموقعة
وضمت قائمة الموقعين على البيان تسع منظمات حقوقية وتنموية، من بينها منظمة التضامن لحقوق الإنسان ومنظمة البريق لحقوق الطفل، ومنظمة إحقاق للتنمية المستدامة لحقوق المرأة والطفل، ومنظمة تبينوا لحقوق الإنسان، إلى جانب عدد من المؤسسات الحقوقية والمجتمعية الأخرى.