سلط موقع “بلومبيرغ” الأمريكي في تقرير له الضوء حول زيادة التأثير الروسي في ليبيا وسعي الكرملين لاستئناف حضوره الدبلوماسي في طرابلس.
وجاء في تقرير للموقع الإخباري أنه في الوقت الذي تفكر فيه الولايات المتحدة فيما إن كان عليها إعادة فتح سفارتها في ليبيا، يحضر السفير الروسي لتسلم منصبه في العاصمة طرابلس، موسعا التأثير الروسي في البلد الغني بالنفط والواقع على أعتاب أوروبا.
وبحسب الموقع فإن قرار موسكو بالعودة الدبلوماسية إلى العاصمة طرابلس في غرب ليبيا، ومقر الحكومة المعترف بها من الأمم المتحدة، كان أوضح إشارة من الرئيس فلاديمير بوتين الذي يتطلع لبناء علاقات أبعد من “دعمه العسكري لأمير الحرب خليفة حفتر في الشرق الليبي”.
وكان التحرك الروسي أدى إلى إثارة القلق في الولايات المتحدة، التي بعثت بعدد من المسؤولين البارزين لمواجهة تقدم بوتين في بلد عضو بمنظمة أوبك، وتحاول الحكومات الأوروبية التقرب منه كبديل عن الطاقة الروسية.
ومن بين زوار ليبيا الأمريكيين، كان ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية “سي آي إيه” والذي زار طرابلس في يناير الماضي، حيث تحدث إلى “الحكومتين المتنافستين في الشرق والغرب”، وبعد ذلك التقى مع المسؤولين في الجارة مصر التي تدعم حفترأيضا. وكان على رأس الأجندة في رحلة بيرنز، محاولة التخلص وإخراج نحو 2000 مرتزق من فاغنر، دعموا حفتر في حملته للسيطرة على العاصمة طرابلس بالفترة ما بين 2019- 2020، وعززوا من سيطرته على آبار النفط في البلد الذي يحتوي على نسبة 40% من احتياطات النفط في أفريقيا، حسب الموقع.
وحسب بلومبيرغ فإن التنافس الدولي المتجدد على ليبيا يحدث وسط مكاسب روسية أخرى في الشرق الأوسط على حساب الولايات المتحدة. فقد رفض حلفاء الولايات المتحدة التقليديون في العالم العربي، اتباع السياسة الأمريكية القاضية بعزل بوتين، وذهبوا أبعد من هذا لاستئناف العلاقات مع حليفه بشار الأسد.
وفيما يتعلق بوجود فاغنر في ليبيا ذكر الموقع الأمريكي أنه مع تراجع أعداد مرتزقتها في ليبيا منذ بداية الحرب في أوكرانيا العام الماضي، والذي كان أكثر من 4000، إلا أن هناك عددا منهم في أربع قواعد عسكرية، بحسب معهد الصادق في طرابلس، ومجموعة نافنتي التي تقدم النصح لعملاء خاصين وللحكومة الأمريكية.
ولدى المجموعة منافذ على أهم منشآت النفط في الشرارة والسدرة. ولم يرد المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف على أسئلة للتعليق حول السياسة الروسية من ليبيا، ووجود فاغنر هناك، حسب بلومبيرغ.
وتمتلك قوات فاغنر أنظمة دفاع جوي، وتعمل في القواعد العسكرية ويعتمد عليها حفتر في الدفاع عن نفسه ضد الجماعات المسلحة الأخرى، وهو ما يعقّد جهود أمريكا. وقال غليب إريرسوف، ضابط الطيران الجوي الروسي الذي عمل في قاعدة حميميم السورية ما بين 2019- 2020، ونقل قوات فاغنر إلى ليبيا، بأنه شاهد حوالي 20 طائرة من نوع ميغ-29 إلى جانب مروحيات قتالية نُقلت إلى ليبيا.
وزادت إدارة بايدن من الضغوط مع انتشار تأثير فاغنر في السودان، ويقال إن شركة المرتزقة الروسية قدمت لقوات الدعم السريع أنظمة صواريخ أرض- جو.
وفي الشهر الماضي، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على رجل اتهمته بالإشراف على عمليات فاغنر في مالي. وتتهم المجموعة بنقل الأسلحة عبر أفريقيا لدعم الحرب في أوكرانيا. وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على المجموعة بما فيها رئيسها بريغوجين بدون أن تترك أثرها على محاولات الشركة بناء موطئ قدم في أفريقيا ودول الشرق الأوسط.