Home » ما المغزى من زيارة المدعي العام للجنائية الدولية ليبيا في هذا الوقت؟

ما المغزى من زيارة المدعي العام للجنائية الدولية ليبيا في هذا الوقت؟

بواسطة Mahmoud Alobaidi

أفادت المحكمة الجنائية الدولية، الاثنين، بأن المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية “كريم خان”، الذي يزور ليبيا هذه الأيام، سيقدم إحاطة لمجلس الأمن حول الوضع في ليبيا عبر تقنية الفيديو الأربعاء المقبل.

وبدأ خان زيارته إلى ليبيا من العاصمة طرابلس، الأحد، بعد زيارة سابقة قام بها الأرجنتيني لويس مورينو أوكامبو المدعي العام الأسبق عام 2012، حيث افتتحها بلقاء رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي.

وقالت المتحدثة باسم المجلس الرئاسي نجوى وهيبة، في تصريحات صحافية، إن لقاء المنفي وخان، تناول أوجه التعاون بين القضاء الليبي والمحكمة الدولية ومكتب المدعي العام، في القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، مشيرة إلى تأكيد خان، على أن “الوضع في ليبيا يمثل أولوية لمكتبه، وأن تعميق التعاون مع السلطات الوطنية والسعي وراء المساءلة من المبادئ الأساسية للمحكمة الجنائية”.

لماذا يزور ليبيا؟
بالرغم من أن محللين اعتبروا أن زيارة خان روتينية وتأتي للاطلاع على الأوضاع في ليبيا عن كثب، حيث تم تناول الزيارة من قبل وسائل الإعلام وفق المعلومات المتاحة عنها من الجهات الرسمية، إلا أن قناة “المسار” المقربة من خليفة حفتر أثارت الجدل حول سبب زيارة خان، وروجت إلى أنها جاءت للمطالبة بتسليم سيف الإسلام القذافي وعبد الله السنوسي، دون أي إشارة إلى مصدر معلوماتها، في وقت رأى فيه مقربون من سيف الإسلام أن “المسار” حاولت من خلال نشر مثل هذا الخبر تضليل متابعيها عن السبب الحقيقي وراء زيارة خان ألا وهو متابعة جرائم المقابر الجماعية التي ارتكبتها مليشيات الكاني التابعة لحفتر في حربه الأخيرة بمدينة ترهونة.

وبيّن حساب محكمة الجنايات الدولية -الموثق بالشارة الزرقاء- على تويتر أن كريم خان سيركز خلال زيارته إلى ليبيا على بناء شراكات مع ذوي الضحايا -في ترهونة- وأيضا المدن المتأثرة جراء الحروب، علاوة على توطيد العلاقات مع السلطات القائمة في ليبيا من أجل تحقيق المساءلة عن الجرائم وفق نظام روما الأساسي.

وكان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قد أكد خلال إحاطته أمام مجلس الأمن في نوفمبر 2021 أنه سيزور ليبيا للتحقيق في عدة جرائم ارتكبت في ترهونة مشيرا إلى ملف المقابر الجماعية.

لقاءات في طرابلس
وعقب لقائه برئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، بحث خان خلال لقاء جمعه بوزيرة العدل في حكومة الوحدة الوطنية حليمة إبراهيم؛ أوجه التعاون بين ليبيا ومكتب المدعي العام بمحكمة الجنايات الدولية في عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، حيث أعربت الوزيرة عن اهتمام وزارتها بتحقيق العدالة وتعزيز سيادة القانون، مؤكدة مبدأ عدم الإفلات من العقاب مع ولاية القضاء الليبي.

كما التقى خان بالممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبد الله باتيلي، قبل أن يجري زيارة للمدعي العام العسكري مسعود رحومة بحضور عدد من أعضاء النيابة العسكرية.

وقال المكتب الإعلامي لمكتب المدعي العسكري إن هذه الزيارة تأتي في إطار بحث المستجدات المتعلقة بالتحقيقات الجارية لدى الجانبين تجسيداً لمبدأ التكامل بين القضاء الوطني والدولي ومنع الإفلات من العقاب، وأن رحومة شدّد على أن القضاء الوطني هو من له الاختصاص الأصيل في محاكمة المتهمين الليبيين.

وقوفا على جرائم ترهونة
وأتبع “كريم خان” هذا اللقاء بزيارة للمقابر الجماعية بمدينة ترهونة ليطلع عن قرب على حجم الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في ترهونة بحضور أهالي الضحايا والمفقودين فيها.

وأعرب رئيس رابطة ضحايا ترهونة عبد الحكيم بونعامة في تصريحات لمنصة زوايا عن تفاؤله بزيارة خان لترهونة قائلا إنهم شعروا بجدية إلى حد ما في هذه الزيارة، ونقل عن مصادره أن المدعي العام للجنايات الدولية جعل جرائم ترهونة في قائمة أولوياته.

وبحسب بونعامة فإن كريم خان أكد لأسر الضحايا أنه سيقف معهم حتى تتحقق العدالة ويحاسب مرتكبو الجرائم على جرائمهم ويروا العدالة فيهم.

من جانبه، قال المتحدث باسم أسر شهداء الكلية العسكرية عثمان عمارة إنهم ينتظرون أن يقف كريم خان على جريمة الكلية العسكرية، خاصة بعد تداول ملفها على الصعيد الدولي وزيارة فريق تحقيق دولي إلى ليبيا ثلاث مرات للتحقيق في هذه الجريمة.
وأعرب عمارة خلال حديث مع زوايا عن أمله في أن يقوم المدعي العام الدولي بزيارة أهالي شهداء الكلية العسكرية لإطلاعه على آخر تطورات القضية وما توصلوا إليه من أدلة في الجريمة التي تعد جريمة حرب في الأعراف الدولية.

يشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية تكرر دائماً أن مذكرة الاعتقال التي أصدرتها في عام 2011 بحق سيف الإسلام القذافي، لا تزال سارية، وسبقت لها مطالبة السلطات الليبية بتسليمه إليها للمحاكمة على اتهامه بـ”ارتكاب جرائم ضد الإنسانية” إبان اندلاع ثورة 17 فبراير.

Related Articles