Home » أهالي الجنوب.. بين لدغات العقارب وغياب الأمصال

أهالي الجنوب.. بين لدغات العقارب وغياب الأمصال

بواسطة editor

يواجه سكان المنطقة الجنوبية من ليبيا في كل صيف خطر الإصابة بلدغات العقارب التي ترتفع وتيرة نشاطها شهري يوليو وأغسطس نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، الأمر الذي أصبح هاجسًا سنويا يراود سكان الجنوب؛ مخافة فقدان بعض أحبتهم من لدغات العقارب؛ التي لا تتوفر في الكثير من الأحيان الأمصال المضادة لها.

وفيات المنطقة الجنوبية من لدغات العقارب

المنطقة سجلت أعدادًا مهولةً بلدغات العقارب منذ مطلع العام الماضي، وفي العام الجاري؛ تقول الناطقة باسم مركز سبها الطبي حليمة الماهري، إن المركز سجل أكثر من 250 إصابة بلدغات العقارب، توفي 15 منهم، وأنهم يسجلون ارتفاعا في مستوى الإصابات، وأن كل شهر يفوق سابقه.

جهود حكومية وخيرية لتوفير المصل المضاد

رغم تأزم الأوضاع الصحية بالجنوب، إلا أن الجهود الحكومية لتوفير المصل المضاد للدغات العقارب؛ لايرقى للمستوى المطلوب، للحد من الوفيات، حيث أكدت الناطقة باسم مركز سبها الطبي حليمة الماهري لزوايا؛ أن المركز استلم هذا العام أقل من 500 حقنة؛ 300 منها استلمها هذه الأيام، مبينة أن كل حالة مصابة بحاجة إلى 5 حقنات، وأن قرابة نصف هذه الكمية كانت هبةً من مؤسسات خيرية غير حكومية..

تحقيقات في غياب الأمصال المضادة

عدم توفير الأمصال المضادة للدغات العقارب من الجهات المسؤولة، وما نتج عنه من وفيات؛ دفع عديد الجهات إلى طلب فتح تحقيقات ومحاسبة المقصرين؛ إذ دعت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بليبيا منتصف الشهر الجاري؛ مكتب النائب العام إلى فتح تحقيق شامل بالوقائع وتحديد المسؤولية القانونية حيال التقصير في توفير الأمصال الطبية المضادة لسم العقارب بالمستشفيات والمراكز الصحية في عموم البلاد، خاصة في مناطق الجنوب، مبينةً أن هذا التقصير مؤشر خطير على وجود خلل قد يرتقي لشبهة الجريمة الجنائية، واستمرارا لحالة العبث بأرواح أطفال الجنوب؛ جاء ذلك في بيان لها على خلفية وفاة العديد من الأطفال إثر تعرضهم للدغ العقارب.

الإفراج عن شحنة أمصال العقارب

في جانب وفي محطة قد تعطي بارقة أمل لأهالي الجنوب، أعلن مركز الرقابة على الأغذية والأدوية الأسبوع الماضي إفراجه عن شحنة أمصال العقارب التي تقدر بحوالي 20 ألف جرعة، بعد خضوعها للتحاليل البيولوجية والمعملية اللازمة والتأكد من سلامة استخدامها وفاعليتها.

الجنوب.. منطقة مترامية الأطراف قليلة الخدمات

غياب الأمصال المضادة للدغات العقارب؛ ليس هو فقط ما يفاقم الأزمة جنوب ليبيا، فافتقار المنطقة مترامية الأطراف إلى عدد من الخدمات؛ كان هو الأخر سببا لتفاقم أزمة العقارب، فبعض مناطق الجنوب تبعد عن المدن الرئيسية التي تتوفر بها المستشفيات والمرافق الصحية مئات الكيلومترات، بطرق متهالكة، وقد يلقى المصاب أجله قبل أن يصل إلى المستشفى لتلقي العناية اللازمة.

غياب دور شركة الخدمات العامة

بعيدًا عن الأمصال وقبل الإصابة بلدغات العقارب، تقع المسؤولية الأولية على شركة الخدمات العامة، التي من واجبها مكافحة العقارب قبل وقت نشاطها وتزاوجها؛ إذ حمّل الناطق باسم المجلس البلدي سبها أسامة الوافي في حديث لزوايا؛ المسؤولية لشركة الخدمات، كونها لا تؤدي واجبها بالشكل المطلوب، وأن غالبية مناطق الجنوب لا يتم بها مكافحة العقارب والقوارض برش المبيدات، وهو ما تسبب في تكاثر أعداد العقارب بالمدن.

ودعا الوافي الحكومة و شركة الخدمات لوضع خطة واضحة لمكافحة العقارب وتوفير الأمصال قبل فقد الأرواح نتيجة الإهمال حسب قوله .

Related Articles